42 فقال الربّ: "مَن تُراه الوكيل الأمين الحكيم الذّي يُقيمُهُ سيّدهُ على خدَمِهِ، ليُعطيهم حصّتهم من الطَّعام في حينها؟
43 طوبى لذلك العبد الذّي، متى جاءَ سيّدهُ، يجدهُ فاعلاً هكذا!
44 حقًّا أقول لكم: إنّه يُقيمه على جميع مُقتنياته.
45 أمّا إذا قال ذلك العبدُ في قلبهِ: سيتأخَّر سيّدي في مجيئه، وبدأ يضربُ الغلمان والجواري، يأكل ويشرب ويسكَر،
46 يجيءُ سيّد ذلك العبد في يومٍ لا ينتظرهُ، وفي ساعةٍ لا يعرفها، فيفصِلهُ، ويجعل نصيبهُ من الكافرين.
47 فذلك العبدُ الذّي عرف مشيئة سيّده، وما أعدَّ شيئًا، ولا عَمِلَ بمشيئة سيّده، يُضرَب ضربًا كثيرًا.
48 أمّا العبدُ الذّي ما عرفَ مشيئة سيّده، وعَمِلَ ما يستوجِب الضَّرب، فيُضرَب ضربًا قليلاً, ومَن أُعطيَ كثيرًا يُطلب منه الكثير، ومَن ائتُمِنَ على الكثير يُطالب بأكثر.
تأمّل
الكاهن، أو خادم الرّعيّة هو رفيقنا الأمين في سفرنا إلى الله؛ وله وجهان، وجه الرّاعي الصّالح الَّذي يدبّر الرّعيّة بالحكمة وحسن التّدبير، ووجه الوسيط الشّاخص أبدًا إلى السّماء، في خدمة الأسرار المقدّسة، وفي الصّلاة الدّائمة لأجل رعيّته.
فالخادم يقوم بالتّعليم والتّدبير، بالمثل والكلمة من أجل خلاص الجماعة كلّها.يُروّض نفسه على التّقوى. يعني عيش الإنسان الطّيّب المستقيم في علاقاته كافّة مع الله ومع النّاس جميعًا. ويعلن الكلمة أثناء الإجتماع للصّلاة بموهبة روحيّة ثابتة، مصدرها وضع الأيدي وهي رتبة كنسيّة علامة للبركة وتكريسًا لخدمة خاصّة في الكنيسة.
فإنجيل اليوم يُشدّد على مكافأة العبد الوكيل الأمين السّاهر، في ٱنتظار مجيء الرّبّ سيّده، وعلى معاقبة العبد الوكيل غير الأمين اللاهي، الَّذي يعتقد أنّ مجيء الرّبّ سيّده يتأخر موعده.
فالأمانة أوّلاً للرّبّ وهي تستدعي الحكمة، أي معرفة تدبير الله الخلاصيّ، وقراءة إرادته في كلّ شيء. لأنّ الكاهن عليه أن يكون مسيحًا أخر يُوصل عمل المسيح الخلاصي بدقة. وإلاّ تكون السّلطة الكهنوتيّة في موقع الإستغلال للمصالح الشّخصيّة وبالتّالي تجلب على صاحبها المعاقبة المريعة بعد أن عرف مشيئة سيّده، ولم يعمل بها.
فالوكيل مُكلّف بخدمة، حامل رسالة، صاحب دعوة؛ يقوم بخدمته على أكمل وجه. أمانته تظهر بقدر ما يهتم في جعل أقواله وأفعاله وأعماله، متمِّمة لوكالته.من هنا عليه لأن يؤدي حسابًا على وكالته: هٰذه هي الدّينونة؛ ضمير الإنسان هو سائله الشّخصيّ الدّائم، والدّليل على حقيقة الدّينونة. لأنّ الله وحده هو الدّيان العادل، والعارف بكلّ شيء: بما أُعطي لإنسان، فيُثيبه على ما فعل، وأحسن فعله، ويعاقبه على ما أساء أو أهمل فعله.
وحول عبارة "من أُعطي كثيرًا يُطلب منه الكثير، ومَن ٱئتُمن على الكثير يُطالب بأكثر". إنّها عبارةٌ واضحةٌ وصريحةٌ. فخطيئة المؤمن تُضرب بخطيئة واحدة: لأنّه مُعمّد. أمّا خطيئة الكاهن فتُضرب بثلاث: لأنّه مُعمّد ومُثقف لاهوتيًّا ومُكرّس للرّبّ عبر سرّ الكهنوت، وبالتّالي مُسِحَ مرتين بالميرون المقدس: وقت العماد وعند سيامته الكهنوتية. وهنا إشارة إلى مسحته الملوكية المُستمدة من وضع اليد من الرّسل عبر تاريخ الكنيسة. ومهما ٱقترف من خطايا عرضيّة ومميتة ظاهرة أو خفية يبقى السّيّد المسيح بٱنتظاره على مذبح الرّبّ لا يستطيع أن يتخطاه وضميره ليس بنقي. لذا يا إخوتي لا تدينوا الكاهن لكي لا تخسروا أنتم نفوسكم، بل ٱتركوا دينونته للرّبّ الَّذي ٱختاره ودعاه، وٱرتضى أن يتقدّس بين يديه ويُحول الخبز إلى جسده والخمر إلى دمه ويوّزع الأسرار المقدّسة عليكم بٱسم من فرزه من الحشا إناءً مختارًا له
بالله عليكم إن كنتم أبناء الإيمان بحقّ صلّوا وٱسألوا ربّ الحصاد أن يعطينا فعلةً لحصاده، قدّيسين أمثال شربل، نعمة الله، يعقوب، وبشاره. لنشهد لملكوت الله على أرضنا وهٰذه هي رسالتنا الأولى والأخيرة. شفاعة القدّيس شربل تصحبكم وتحميكم ونعمة الثّالوث الأقدس تبارككم بٱسم الآب والابن والرّوح القدس آمين