Monday, April 30, 2012

إنجيل القدّيس مرقس .41-32:10

كَانَ يَسُوعُ و تَلاميذُهُ في الطَّريقِ صَاعِدِينَ إِلى أُورَشَليم، وكَانَ يَسُوعُ يَتَقَدَّمُهُم، وكَانُوا هُم مُنْذَهِلين، والَّذينَ يَتْبَعُونَ خَائِفِين، فَأَخَذَ يَسُوعُ الٱثْنَي عَشَرَ مَرَّةً ثَالِثَة، وبَدَأَ يُكَلِّمُهُم عَمَّا سَيَحْدُثُ لَهُ،
فقَال: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلى أُورَشَليم، وسَيُسْلَمُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ إِلى الأَحْبَارِ والكَتَبَة، فيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلمَوْت، ويُسْلِمُونَهُ إِلى الوَثَنِيِّين،
ويَسْخَرُونَ مِنْهُ، ويَبْصُقُونَ عَلَيْه، ويَجْلِدُونَهُ، ويَقْتُلُونَهُ، وبَعْدَ ثلاثَةِ أَيَّامٍ يَقُوم!».
ودَنَا مِنْهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ٱبْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ».
فقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟».
قالا لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ».
فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟».
قالا لَهُ: «نَسْتَطِيع». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا.
أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم».
ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.

Sunday, April 29, 2012

ظهور يسوع على بحيرة طبريَّا

1 بعد ذلك، ظهر يسوع لتلاميذه مرّةً أُخرى على بُحيرة طَبريَّة، وهكذا ظهَرَ:
2 كان سمعان بطرس، وتوما المُلقَّب بالتّوأم، ونتنائيل الذّي من قانا الجليل، وابنا زبَدَى، وتلميذان آخران من تلاميذ يسوع، مُجتمعين معًا.
3 قال لهم سمعان بطرس: "أنا ذاهبٌ اصطادُ سَمَكًا. قالوا لهُ: "ونحنُ أيضًا نأتي معكَ". فخرجوا وركِبوا السّفينة، فما اصابوا في تلك الليلة شيئًا. Copyright Image
4 ولمّا طلعَ الفجر، وقَف يسوع على الشّاطئ، ولكنّ التّلاميذ لم يعلموا أنّه يسوع.
5 فقال لهم يسوع: "يا فتيان، أمَا عندكم شيءٌ يؤكَل؟". أجابوه: "لا"!.
6 فقال لهم: "ألْقوا الشّبكة إلى يمين السّفينة تجِدوا". وألقَوْها، فما قَدِروا على اجتذابها من كثرة السّمك.
7 فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يُحبّه لبُطرس: "إنّهُ الربّ". فلمّا سمِعَ سمعان بطرس أنّهُ الربّ، إتَّزَرَ بثوبهِ، لأنّهُ كان عُريانًا، وألقى بنفسهِ في البُحيرة.
8 أمّا التلاميذ الآخرون فجاؤوا بالسّفينة، وهم يسحبون الشّبكة المملوءة سَمكًا، وما كانوا بعيدين عن البرّ إلاّ نحو مِئتي ذراع.
9 ولمّا نزلوا إلى البرّ، رأوا جَمراً، وسمكاً على الجَمْر، وخُبزاً.
10 قال لهم يسوع: "هاتوا من السمك الذي أصَبْتُموه الآن".
11 فصعد سمعان بطرس إلى السفينة، وجذَب الشبكة إلى البَرّ، وهي مملوءَةٌ سمكاً كبيراً، مئةً وثلاثاً وخمسين. ومع هذه الكثرة لم تتمزّقِ الشبكة.
12 قال لهم يسوع: "هلُمّوا تغدَّوا". ولم يجرؤْ أحدٌ من التلاميذِ أن يسأله: "من أنت؟"، لأنّهم علِموا أنّه الرّبّ.
13 وتقدّم يسوع وأخذ الخبزَ وناولهم. ثمّ فعل كذلك بالسّمك.
14 هذه مرّةٌ ثالثةٌ ظهر فيها يسوع للتّلاميذِ بعدَ أن قام من بين الأموات.


تأمّـلفي هذا الأحد الرابع من زمن القيامة، ظهور ثالث للربّ وحكاية مع التلاميذ، نجدها تعكس واقعنا، فنروح نتأمّل بربّ أحبّ تلاميذه الحبّ الكبير، ونحن منهم، حتّى أشركهم في سرّ موته وقيامته، وظهر لهم بعد القيامة، وأسمعهم كلمته صانعة العجائب، وبيّن لهم حضوره الافخارستي.
إنّ انجيل اليوم يبيّن لنا حقائق إيمانيّة، فيما نحن نقود حياتنا اليوميّة العاديّة إلى الأمام، ونصطدم بليل عقيم لا بركة فيه، فيكون الربّ قربنا ويعطينا الكثير من خيراته.
1- مثل التلاميذ
لقد استطاع التلاميذ الخروج من مأزق نقصان الوفر في الحياة اليوميّة العاديّة، لمّا سمعوا كلمة الربّ، وأطاعوها، ولمّا اشتركوا في الطعام الافخارستي.
قال لهم: ألقوا الشبكة عن يمين السفينة، فألقوها. على غرارهم، نغرف وفرة في أمور حياتنا اليوميّة، عند سماع كلمة الربّ التي نجدها في الكتاب المقدّس، في الكنيسة، في الليتورجيا، في الأسرار، وفي كلّ الاختبارات الحياتيّة التي أعطاناها الربّ. نشعر أنّها، في شحّ الأيّام، المعين الذي لا ينضب. إنّ الطعام الافخارستي الذي أعطاه يسوع لتلاميذه، هو حافز لكلٍّ منّا، لكي نعلم أنّ معرفة الربّ، والدخول في شركة معه، يكونان من خلال الافخارستيا، أي القدّاس. إنّ ظهور يسوع الثالث للتلاميذ، بعد أن قام من بين الأموات، بيّن أنّهم يستطيعون الشعور بحضوره، من خلال الافخارستيا. وهذا ما حصل بالفعل. يشتاق كلّ منّا إلى حضور الربّ في حياته، فهو يعرف حقيقة الكلام الذي قاله القدّيس اغوسطينوس: "خلقت قلبنا يا الله، ولا يزال مضطرباً حتى يرتاح فيك". فالشعور بحضور الربّ الدائم في الحياة، يتمّ عبر عيش دائم معه، وعبر أمور كثيرة أعطاها الربّ.
لا شكّ في كلّ ذلك، بأنّ الربّ اختار، بحكمته، أن يظهر لهم، ويجترح الأعجوبة من أجلهم. السمك عنصر مكوّن للحياة اليوميّة في الجليل. باركه يسوع فأكثر من الصيد وسهّل عيشهم اليومي. لكنّه دلّهم إلى أنّ المهم أمران: سماع كلمة الربّ، والشعور بحضوره في الافخارستيا. بالطبع، لم يفرض التلاميذ الأعجوبة على الربّ، بل اختاره هو بحكمته، وهم أصغوا إلى الكلمة وتناولوا الافخارستيا.
2- مثل بطرس
عندما علم بطرس أنّه الربّ، رمى بنفسه في البحر، واتجه مسرعاً نحوه. لم يتردّد أمام هذا الأمر. بل نفّذه بسرعة. على غرار بطرس، نجح الكثير من المؤمنين في الاتجاه صوب الربّ دون تردّد، عندما علموا الطريق التي يسلكونها للوصول إليه. علم رأس الرسل أنّ عند الربّ الأمان، فاتّجه صوبه، وكان لنا بذلك مثالاً لنصل إلى الأمان، وننعم بهدوء وسلام من عند الربّ، إذا ما قرّرنا الاتجاه صوبه.
هذا هو إنجيل اليوم. إنّه ظهور افخارستي، به يدعونا الربّ إلى ملاقاته، ربّاً قائماً من بين الأموات، يعطي الوفرة في الحياة، للّذين يسمعون كلمته، ويتناولون طعامه. ألا أعطانا يسوع هذه النعمة: سماع كلمته وتناول طعامه.

Saturday, April 28, 2012

إنجيل القدّيس يوحنّا .71-60:6

لَمَّا سَمِعَ كَثِيرُونَ مِنَ التَلامِيذ، قَالُوا: «إِنَّ هذَا الكَلامَ صَعْبٌ، مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟».
وعَلِمَ يَسُوعُ في نَفْسِهِ أَنَّ تَلامِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ مِنْ كَلامِهِ هذَا، فَقَالَ لَهُم: «أَهذَا يُسَبِّبُ شَكًّا لَكُم؟
فَكَيْفَ لَو شَاهَدْتُمُ ٱبْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً؟
أَلرُّوحُ هُوَ المُحْيِي، والجَسَدُ لا يُفيدُ شَيْئًا. والكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُم أَنَا بِهِ هُوَ رُوحٌ وهُوَ حَيَاة.
لكِنَّ بَعْضًا مِنْكُم لا يُؤْمِنُون». قَالَ يَسُوعُ هذَا لأَنَّهُ كَانَ مِنَ البَدْءِ يَعْلَمُ مَنِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون، ومَنِ الَّذي سَيُسْلِمُهُ.
ثُمَّ قَال: «لِهذَا قُلْتُ لَكُم: لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يُعْطَ لَهُ ذلِكَ مِنْ لَدُنِ الآب».
مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ ٱرْتَدَّ عَنْ يَسُوعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلامِيذِهِ، ولَمْ يَعُودُوا يَتْبَعُونَهُ.
فَقَالَ يَسُوعُ لِلٱثْنَي عَشَر: «وَأَنْتُم، أَلا تُرِيدُونَ أَيْضًا أَنْ تَذْهَبُوا؟».
أَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُس: «يَا رَبّ، إِلى مَنْ نَذْهَب، وكَلامُ الحَيَاةِ عِنْدَكَ؟
ونَحْنُ آمَنَّا، وعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ قُدُّوسُ الله».
أَجَابَهُم يَسُوع: «أَمَا أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، أَنْتُمُ الٱثْنَي عَشَر؟ مَعَ ذلِكَ فَوَاحِدٌ مِنْكُم شَيْطَان!».
وكَان يُشيرُ إِلى يَهُوذَا بْنِ سِمْعَانَ الإِسْخَريُوطِيّ، الَّذي كَانَ مُزمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ، وهُوَ أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر.

Friday, April 27, 2012

إنجيل القدّيس لوقا .19-12:6

في تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله.
ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم:
سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس،
ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور،
ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا.
وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا،
جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون.
وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.

Thursday, April 26, 2012

إنجيل القدّيس يوحنّا .47-41:6

أَخَذَ اليَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلى يَسُوع، لأَنَّهُ قَال: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء».
وكَانُوا يَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا يَسُوعَ بْنَ يُوسُف، ونَحْنُ نَعْرِفُ أَبَاهُ وأُمَّهُ؟ فَكَيْفَ يَقُولُ الآن: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاء؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا تَتَذَمَّرُوا في ما بَيْنَكُم.
لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير.
جَاءَ في كُتُبِ الأَنْبِيَاء: ويَكُونُونَ جَمِيعُهُم مُتَعَلِّمِينَ مِنَ الله. كُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ الآبِ وتَعَلَّم، يَأْتِي إِليَّ.
مَا مِنْ أَحَدٍ رَأَى الآبَ إِلاَّ الَّذي هُوَ مِنْ لَدُنِ الله. فَهذَا قَدْ رَأَى الآب.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَلمُؤْمِنُ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة.

Wednesday, April 25, 2012

إنجيل القدّيس لوقا .7-1:10

بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه.
وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ.
إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب.
لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق.
وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت.
فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم.
وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت.

Tuesday, April 24, 2012

إنجيل القدّيس يوحنّا .34-28:6

فَقَالَ الْجَمْعُ ليَسُوع: «مَاذَا نَصْنَعُ لِنَعْمَلَ أَعْمَالَ الله؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «هذَا هُوَ عَمَلُ الله، أَنْ تُؤْمِنُوا بِمَنْ أَرْسَلَهُ الله».
فَقَالُوا لَهُ: «أَيَّ آيَةٍ إِذًا تَصْنَع، لِنَرَى ونُؤْمِنَ بِكَ؟ مَاذَا تَعْمَل؟
آبَاؤُنَا أَكَلُوا المَنَّ في البَرِّيَّة، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: أَعْطَاهُم خُبْزًا مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا».
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ مُوسَى مَنْ أَعْطَاكُم خُبْزًا مِنَ السَّمَاء، بَلْ أَبِي هُوَ الَّذِي يُعْطِيكُم مِنَ السَّمَاءِ الخُبْزَ الحَقِيقِيّ.
فَخُبْزُ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء، والمُعْطِي الحَيَاةَ لِلْعَالَم».
قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّد، أَعْطِنَا هذَا الخُبْزَ كُلَّ حَين».

Monday, April 23, 2012

إنجيل القدّيس لوقا .49-44:24

قَالَ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ: «هذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالمَزَامِير».
حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب.
ثُمَّ قالَ لَهُم: «هكذَا مَكْتُوبٌ أَنَّ المَسِيحَ يَتَأَلَّم، وَيَقُومُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ في اليَوْمِ الثَّالِث.
وبِٱسْمِهِ يُكْرَزُ بِالتَّوْبَةِ لِمَغْفِرةِ الخَطَايَا، في جَمِيعِ الأُمَم، إِبْتِدَاءً مِنْ أُورَشَلِيم.
وأَنْتُم شُهُودٌ عَلى ذلِكَ.
وهَاءَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُم مَا وَعَدَ بِهِ أَبِي. فٱمْكُثُوا أَنْتُم في المَدِينَةِ إِلى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ العُلَى».

Sunday, April 22, 2012

على طريق عمّاوس

Copyright Image13 وفي اليوم عينه، كان اثنان منهم ذاهبين إلى قرية تُدعى عِمّاوس، تَبْعُد نحو سبعة أميالٍ عن أورشليم.
14 وكانا يتحادثان بكلّ تلك الأمور التي حدثَتْ.
15 وفيما يتحادثان ويتساءلان، إذا يسوع نفسه قد اقتربَ منهما، وراح يسير معهما.
16 ولكنَّ أعيُنهما أُمسكتْ عن معرفته.
17 أمّا هو فقال لهما: "ما هذا الكلام الذي تتحدّثان به، وأنتما تسيران؟". فوقفا عابسَين.
18 وأجاب أحدهما، واسمه كليوباس، فقال له: "هل أنتَ وحدكَ غريبٌ عن أورشليم، فلا تعلَم ما حدث فيها هذه الأيّام؟".
19 فقال لهما: "وماذا حَدَث؟". فقالا له: "ما يتعلّقُ بيسوع النّاصري، لاذي كان رجلاً نبيًّا قديرًا بالقول والفعل، قُدّام الله والشَّعب كلّه.
20 وكيف أسْلَمه أحبارُنا ورؤساؤنا ليُحكم عليه بالموت، وكيف صلبوه!
21 وكنّا نحنُ نرجو أن يكون هو الذّي سيفدي إسرائيل. ولكن مع هذا كلِّه، فهذا هو اليوم الثالث بعد تلك الأحداث.
22 لكنّ بعض النّساء من جماعتنا أدهَشْنَنا، لأنّهنَّ ذهبنَ إلى القبرعند الفجر،
23 ولم يجِدنَ جسد يسوع، فرجَعْنَ وقُلنَ إنهنَّ شاهَدنَ ملائكة تراءوا لهنَّ وقالوا إنّه حيّ!
24 ومضى قومٌ من الذّين معنا إلى القبر، فوجدوه هكذا كما قالت النّساء، وأمّا يسوع فلم يَرَوه".
25 فقال لهما يسوع: "يا عديمي الفهم، وبطيئي القلب في الإيمان بكلّ ما تكلَّم به الأنبياء!
26 أما كان يجب على المسيح أن يُعاني تلك الآلام، ثم يدخل في مجده؟".
27 وفسَّر لهما ما يتعلَّق به في كلّ الكتب المقدّسة، مُبتدئًا بموسى وجميع الأنبياء.
28 واقتربا من القرية التي كانا ذاهبَيْن إليهمان فتظاهر يسوع بأنّه ذاهبٌ إلى مكانٍ أبعد.
29 فتمسَّكا به قائلين: " أُمكث معنا، فقد حان المساء، ومال النّهار". فدخل ليمكث معمها.
30 وفيما كان مُتّكاً معهما، أخذ الخُبز، وبارك، وكسر، وناولهما.
31 فانفتحتْ أعيُنهما، وعرفاه، فإذا هو قد توارى عنهما.
32 فقالا أحدهما للآخر: أمَا كان قلبنا مُضطرمًا فينا، حين كان يُكلّمنا في الطريق، ويشرح لنا الكُتُب؟".
33 وقاما في تلك السّاعة عينها، ورجعا إلى أورشليم، فوجدا الأحدَ عشرَ والذّين معهم مجتمعين،
34 وهم يقولون: "حقًّا إنّ الربّ قام، وتراءى لسمعان!".
35 أمّا هما فكانا يُخبران بما حَدَث في الطريق، وكيف عرفا يسوع عند كَسْر الخُبز.

لو 24: 13- 35 


تأمّل:
لا شكّ في أنّ رواية لقاء يسوع مع تلميذي عمّاوس تصلح لأن تكون أمثولة روحيّة لكلّ مؤمن. ففيها معانٍ تشتدّ روعتها، وتعني حياة كلّ منّا وتظهر لنا عمل الله الخلاصي من أجلنا. فلنتأمّل ببعض جوانبها.
1- مفاجآت الله والعودة
في سيرهما الحثيث بعيداً عن موطن الآمال، أطلّ الأمل ولكنّهما لم يعرفاه. أطلّ ابن الله ورافقهما في مسيرتهما. ربّما توقّعا أموراً كثيرة، ولكنّ مرافقة الربّ لهما أمر لم يتوقّعاه. بعد أن أخبراه كلّ ما في قلبيهما، وبعد أن شرح لهما الكتب، وبعد أن استضافاه، وبعد أن احتفل معهما بالافخارستيا، عرفاه، وعرفا أنّ الحقّ فيه وفي كلّ ما عمله وعلّمه.
هذا هو موقف المؤمن الحقيقي. على الرغم من كلّ ضياعه وإحباطه لفترة، يعود فيكتشف أنّ الربّ معه، أنّه يرافقه في مسيرته الحياتيّة، أنّه يعطيه أكثر بكثير ممّا يتوقّع، وأنّه يلاقيه في الكنيسة وفي أسرارها. حينها يعود المؤمن إلى الآمال. يعود المؤمن فيتذكّر كلام يسوع لتلميذي عمّاوس، أنّ الصليب هو في مخطّط الله الخلاصي، فكان يجب أن يتألّم المسيح. يعلم المؤمن حينها أنّ الصليب حقيقة لا يمكن تجاهلها وأنّه، أي الصليب، سوف يظلّ صليباً عليه يتألّم الإنسان، ولكنّه يعلم الآن أنّ الصليب ذاته ممزوج بالقيامة، وأنّ الله أبطل مفعول الألم القاتل وجعل الصليب، من خلال الألم، سبيلاً إلى الحياة.
2- الكتب المقدّسة والافخارستيا
وإن تخيّلنا تصرّف تلميذي عمّاوس بعد ما حدث معهما على الطريق، نستطيع رؤيتهما يهرولان، بعد أن التقيا الرسل، إلى تصفّح الكتاب المقدّس وإلى المواظبة بغير كلل على الإفخارستيّا. يعرفان جيّدًا أنّ هناك يكمن فرحهما لأنّهما هناك يلاقيان رفيق الدرب، يلاقيان يسوع. فرواية عمّاوس تدلّ أين يكمن لقاء الربّ وفهمه: في الكتب المقدّسة، وفي الكنيسة، وفي الأسرار.
خاتـمة:
فلنسأل الله أن يبقي قلوبنا مضطرمة فينا، ولنعد دائمًا إلى الكتب المقدّسة وإلى الكنيسة وأسرارها. هذا هو الأمر الأهمّ. فإن أحبطنا أمر محزن لبعض الوقت، تذكّرنا أنّ الصليب في تصميم الله الخلاصيّ، وأنّ الربّ دومًا معنا، في مسيرة الحياة، في يوميّاتها. نحن نعلم، أنّ حياة الإنسان تتواصل في بساطتها وفي يوميّاتها، في رفقة القائم من القبر، أسراريًّا، مع كلّ ما تحمل الحياة من مفاجآت ومن تضاربات ومن أمور غير متوقّعة.
حينها يطلّ رفيق الدرب، يطلّ يسوع ويستفيض شرحًا يريد من خلاله أن يعطينا الخلاص والحياة. حينها نكتشف أنّ آمالنا ثابتة وأنّه أمين لوعوده وأنّه فيّاض محبّة تجاهنا.
شكرًا تلميذي عمّاوس لِما علََّمتمانا. الشكر خصوصاً لك يا يسوع لأنّك سلكت الدرب معهما وتسلكها معنا دومًا.

Saturday, April 21, 2012

إنجيل القدّيس متّى .46-41:22

فِيمَا الفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعُونَ سَأَلَهُم يَسُوعُ
قَائِلاً: «مَا رَأْيُكُم في المَسيح: إِبْنُ مَنْ هُوَ؟». قَالُوا لَهُ: «إِبْنُ دَاوُد».
قَالَ لَهُم: «إِذًا، كَيفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا، إِذْ يَقُول:
قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: إِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَجْعَلَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيك؟
فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُو المَسِيحَ رَبًّا، فَكَيفَ يَكُونُ المَسِيحُ لَهُ ٱبْنًا؟».
فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَة. ومِنْ ذلِكَ اليَومِ مَا عَادَ أَحَدٌ يَجْرُؤُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ شَيء.

Friday, April 20, 2012

إنجيل القدّيس يوحنّا .25-13:2

قَرُبَ فِصْحُ اليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَلِيم.
ووَجَدَ في الهَيْكَلِ بَاعَةَ البَقَرِ والغَنَمِ والحَمَام، والصَّيَارِفَةَ جَالِسِين.
فَجَدَلَ سَوطًا مِنْ حِبَال، وطَرَدَ الجَمِيعَ مِنَ الهَيْكَل، طَرَدَ الغَنَمَ والبَقَرَ، وبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَة، وقَلَبَ طَاوِلاتِهِم.
وقَالَ لِبَاعَةِ الحَمَام: «إِرْفَعُوا هذَا الحَمَامَ مِنْ هُنَا، ولا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة».

فَتَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ أَنَّهُ جَاءَ في الكِتَاب: «أَلْغيَرَةُ على بَيْتِكَ سَتَأْكُلُنِي!».
أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لِيَسُوع: «أَيَّ آيَةٍ تُرِينَا وأَنْتَ تَفْعَلُ هذَا؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِهْدِمُوا هذَا الهَيْكَل، وأَنَا أُقِيمُهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام».
فَقَالَ اليَهُود: «بُنِيَ هذَا الهَيْكَلُ في سِتٍّ وأَرْبَعِينَ سَنَة، وتُقِيمُهُ أَنْتَ في ثَلاثَةِ أَيَّام؟».

أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلى هَيْكَلِ جَسَدِهِ.
ولَمَّا قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، تَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ كَلامَهُ ذَاك، فَآمَنُوا بِٱلكِتَاب، وبِٱلكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا يَسُوع.
وبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، في عِيدِ الفِصْح، آمَنَ بِٱسْمِهِ كَثِيرُون، لأَنَّهُم رَأَوا ٱلآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا.
أَمَّا هُوَ فَمَا كَانَ يَأْمَنُ عَلى نَفْسِهِ مِنْهُم، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُهُم جَميعًا.

ولا يُعْوِزُهُ شَاهِدٌ عَلى الإِنْسَان، لأَنَّهُ عَليمٌ بِمَا في الإِنْسَان .

Thursday, April 19, 2012

إنجيل القدّيس متّى .20-16:28

أَمَّا التَّلامِيذُ ٱلأَحَدَ عَشَرَ فذَهَبُوا إِلى ٱلجَلِيل، إِلى ٱلجَبَلِ حَيثُ أَمَرَهُم يَسُوع.
ولَمَّا رَأَوهُ سَجَدُوا لَهُ، بِرَغْمِ أَنَّهُم شَكُّوا.
فدَنَا يَسُوعُ وكَلَّمَهُم قَائِلاً: «لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في ٱلسَّمَاءِ وعَلى ٱلأَرْض.
إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس،

وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ. وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ ٱلعَالَم».

Wednesday, April 18, 2012

إنجيل القدّيس متّى .15-11:28

جَاءَ بَعْضُ الحُرَّاسِ إِلى المَدِيْنَة، وأَخْبَرُوا الأَحْبَارَ بِكُلِّ مَا حَدَث.
فَٱجْتَمَعَ الأَحْبَارُ والشُّيُوخُ وتَشَاوَرُوا، ثُمَّ رَشَوا ٱلجُنُودَ بِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ مِنَ الفِضَّة،
قَائِلِين: «قُولُوا: إِنَّ تَلامِيذَهُ أَتَوا لَيْلاً وسَرَقُوه، ونَحْنُ نَائِمُون.
وإِذَا سَمِعَ الوَالي بِالخَبَر، فَسَوْفَ نُرْضِيه، ونَجْعَلُكُم في أَمَان».
فَأَخَذَ الجُنُودُ الفِضَّة، وفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُم. فَشَاعَ هذَا ٱلقَولُ عِنْدَ ٱليَهُودِ إِلى هذَا ٱليَوم.

Tuesday, April 17, 2012

إنجيل القدّيس يوحنّا .18-11:20

كانَت مَرْيَمُ المَجْدَلِيِّةُ وَاقِفَةً في خَارِجِ القَبْرِ تَبْكِي. وفِيمَا هِيَ تَبْكِي، ٱنْحَنَتْ إِلى القَبْر،
فَشَاهَدَتْ مَلاكَيْنِ في ثِيَابٍ بَيْضَاءَ جَالِسَينِ حَيْثُ كَانَ قَدْ وُضِعَ جَسَدُ يَسُوع، أَحَدَهُمَا عِنْدَ الرَّأْس، والآخَرَ عِنْدَ القَدَمَين.
فَقَالَ لَهَا المَلاكَان: «يَا ٱمْرَأَة، لِمَاذَا تَبْكِين؟». قَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا رَبِّي، ولا أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوه!».
قَالَتْ هذَا وٱلتَفَتَتْ إِلى الوَرَاء، فَشَاهَدَتْ يَسُوعَ واقِفًا ومَا عَلِمَتْ أَنَّهُ يَسُوع.
قَالَ لَهَا يَسُوع: «يَا ٱمْرَأَة، لِمَاذَا تَبْكِين، مَنْ تَطْلُبِين؟». وظَنَّتْ أَنَّهُ البُسْتَانِيّ. فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّد، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ، فَقُلْ لي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وأَنَا آخُذُهُ».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «مَرْيَم!». فَٱلتَفَتَتْ وقَالَتْ لَهُ بِٱلعِبْرِيَّة: «رَابُّونِي!»، أَي «يَا مُعَلِّم!».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «لا تُمْسِكِي بِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلى الآب، بَلِ ٱذْهَبِي إِلى إِخْوَتِي وقُولِي لَهُم: «إِنِّي صَاعِدٌ إِلى أَبِي وأَبِيكُم، إِلهِي وإِلهِكُم».
فَجَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ تُبَشِّرُ التَّلامِيذ: «لَقَدْ رَأَيْتُ الرَّبّ!»، وأَخْبَرَتْهُم بِمَا قَالَ لَهَا.

Monday, April 16, 2012

إنجيل القدّيس يوحنّا .10-1:20

في يَوْمِ الأَحَد، جَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ إِلى القَبْرِ بَاكِرًا، وكَانَ بَعْدُ ظَلام، فَرَأَتِ الحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ القَبْر.
فَأَسْرَعَتْ وجَاءَتْ إِلى سِمْعَانَ بُطْرُسَ والتِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا الرَّبَّ مِنَ القَبْر، ولا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوه».
فَخَرَجَ بُطْرُسُ والتِّلْمِيذُ الآخَرُ وأَتَيَا إِلى القَبْر.
وكَانَ الٱثْنَانِ يُسْرِعَانِ مَعًا، إِلاَّ أَنَّ التِّلْمِيذَ الآخَرَ سَبَقَ بُطْرُس، فَوَصَلَ إِلى القَبْرِ أَوَّلاً.
وَٱنْحَنَى فَرَأَى الرِّبَاطَاتِ مُلْقَاةً إِلى الأَرْض، ولكِنَّهُ لَمْ يَدْخُل.
ثُمَّ وَصَلَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، فَدَخَلَ القَبْرَ، وشَاهَدَ الرِّبَاطَاتِ مُلْقَاةً إِلى الأَرْض،
وَالمِنْديلَ الَّذي كَانَ عَلى رَأْسِ يَسُوعَ غَيْرَ مُلْقًى مَعَ الرِّبَاطَات، بَلْ مَطْوِيًّا وَحْدَهُ في مَوْضِعٍ آخَر.
حِينَئِذٍ دَخَلَ التِّلمِيذُ الآخَرُ الَّذي وَصَلَ إِلى القَبْرِ أَوَّلاً، ورَأَى فَآمَن؛
لأَنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا بَعْدُ قَدْ فَهِمَا مَا جَاءَ في الكِتَاب، أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مَنْ بَيْنِ الأَمْوَات.
ثُمَّ عَادَ التِّلمِيذَانِ إِلى حَيْثُ يُقِيمَان.

Sunday, April 15, 2012

ظهور يسوع للتلاميذ وتوما معهم

Copyright Image26 وبعد ثمانية أيّام، كان تلاميذ يسوع ثانيةً في البيت، وتوما معهم. جاء يسوع، والأبواب مُغلقة، فوقف في الوسط وقال: "ألسّلام لكم!".
27 ثمّ قال لتوما: "هاتِ إصبعكَ إلى هنا، وانظُرْ يديَّ. وهاتِ يدكَ، وضعها في جنبي. ولا تكن غير مؤمنٍ بل كُنْ مؤمنًا!".
28 أجاب توما وقال له: "ربِّي وإلهي!".
29 قال له يسوع: "لأنّكَ رأيتني آمنت؟ طوبى لمن لم يروا وآمنوا!".
30 وصنع يسوع أمام تلاميذه آياتٍ أخرى كثيرةً لم تدوَّن في هذا الكتاب.
31 وإنما دوِّنَتْ هذه لكي تؤمنوا أنّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم، إذا آمنتم، الحياة باسمه.






 يو 20: 26-31

تأمّل

في الأحد الجديد، تمنحنا الليتورجيا التأمّل مرّة جديدة في سرّ القيامة الكبير، في الربّ القائم من الموت، في من أحبّنا حتّى الموت، موت الصليب وحتى القيامة، فأنهضنا معه، وعمل كلّ شيء ليعرّفنا سرّه، سرّ الإيمان وسرّ الحياة الأبديّة. أحبّنا إلى الغاية، حتّى إنّه ظهر للتلاميذ ولتوما ليؤكّد لكلّ منّا حقيقة القيامة، ولكي يعلن لنا الطوبى التي نعيشها من خلال إيماننا. هو ربّ السّلام، أعطانا السلام.

"السّلام لكم"
سمعنا في إنجيل اليوم كلمة يسوع إلى التلاميذ جميعهم: "السّلام لكم". إنّه سلامه، السلام الآتي من عنده. إنّه السلام الذي وعدهم به. إنّه سلام الربّ، السلام الذي يزيل كلّ اضطراب. التوق إلى السلام، نزعة إنسانيّة طبيعيّة وبديهيّة. فكلّ إنسان يفتّش عن العيش في طمـأنينة وسلام. يؤكّد لنا إنجيل اليوم، انّ السلام الحقيقيّ الذي لا ينزع من الإنسان، هو ذاك الآتي من عند الربّ. لا شيء في هذه الدنيا، ولا أيّ إنسان، يستطيع أن يمنح سلامًا يدوم. الربّ وحده كفيل بإعطاء السّلام. ولا مجال إلى أن ينعم الإنسان بهذا السّلام، إلاّ إذا دخل في علاقة حميمة وقويّة مع الربّ، إلاّ إذا اعترف أنّ يسوع القائم من بين الأموات، هو ربّه وإلهه الوحيد، ولا ربّ ولا إله له غيره. وهذا ما فعله توما.

"ربّي وإلهي"
حين ظهر يسوع القائم من بين الأموات، هتف الرسول توما متوجّها إليه: "ربّي وإلهي". رأى ضياء القائم المنتصر يشعّ ويزيل ظلمة شكّه، فانحنى أمام الحقيقة التي تيقنها وصرخ صرخة مدويّة: "ربّي وإلهي". إنّها صرخة يهتف بها كلّ منّا، عندما يشعر حقًّا بحضور الربّ في حياته. إنّ القيامة، وإن حدثت في التاريخ في القرن الأوّل الميلادي، إلاّ أنّها تشكّل حدثًا يعلو التاريخ والزمان والمكان. فبإمكان كلّ إنسان عيشها وتلقفها في حياته اليوميّة. بإمكان كلّ مؤمن أن يعيش واقع القيامة بإتّحاده بالربّ القائم من بين الأموات الذي يعلو الزمان والمكان ويشرق على الإنسان في كلّ زمان وكلّ مكان. صرخة "ربّي وإلهي"، هي الإعتراف بأنّ يسوع الرائع، يسوع المحبّ، يسوع الباذل نفسه حتى النهاية من أجل الخلاص، هو الربّ الوحيد لي. هو الإله الكليّ القدرة. هو ربّي وإلهي. أتبعه وأتمثّل به كيف عاش، وأعترف بحقيقة قيامته. أستقي حياة من الحياة الأبديّة الموجودة فيه، لأضع حياة أوفر فيّ وفي المحيط حيث أعيش. فالاعتراف به ربًّا وإلهًا، هو التشبث بمبدأ الحياة التي لا نهاية لها. إنّه التشبّث ببنيان حضارة الحياة، بنقل الحياة إلى الآخرين وإلى كلّ مكان أعيش فيه. وهذا ممكن من خلال الاتّحاد بيسوع، من خلال الإيمان به ربّا وإلها.
ها نحن في الأحد الجديد قد تأمّلنا في قصّة توما وقصّة كلّ مؤمن. فلنسمع ختامًا قول رسالة بطرس الأولى. إنّها كلمات تدغدغ مشاعرنا الإيمانيّة وتذكّرنا بماهيّة علاقتنا بالربّ فنستعيد أفكارًا كثيرة تأمّلنا فيها من خلال إنجيل اليوم: "الذي تحبّونه وإن لم تروه، وتؤمنون به وإن لم تشاهدوه الآن، وبه ستبتهجون ابتهاجًا مجيدًا لا وصف به، عندما تبلغون غاية إيمانكم أي خلاص نفوسكم" (1بط1: 8-9).

Saturday, April 14, 2012

إنجيل القدّيس يوحنّا .25-19:20

في مَسَاءِ ذلِكَ اليَوم، يَوْمِ الأَحَد، كَانَ التَّلامِيذُ مُجْتَمِعِين، والأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ خَوفًا مِنَ اليَهُود، فَجَاءَ يَسُوعُ ووَقَفَ في الوَسَطِ وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!».
قَالَ هذَا وأَرَاهُم يَدَيْهِ وجَنْبَهُ. فَفَرِحَ التَّلامِيذُ حِينَ رَأَوا الرَّبّ.
فَقَالَ لَهُم ثَانِيَةً: «أَلسَّلامُ لَكُم! كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا».
قَالَ هذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: «خُذُوا الرُّوحَ القُدُس.
مَنْ غَفَرْتُم خَطَايَاهُم غُفِرَتْ لَهُم، ومَنْ أَمْسَكْتُم خَطَايَاهُم أُمْسِكَتْ عَلَيْهِم».
أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر، المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُم حِينَ جَاءَ يَسُوع.
فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذُ الآخَرُون: «لَقَدْ رَأَيْنَا الرَّبّ!». فَقَالَ لَهُم: «مَا لَمْ أَرَ أَثَرَ المَسامِيرِ في يَدَيْه، وأَضَعْ إِصْبَعِي في مَوْضِعِ المَسَامِير، وأَضَعْ يَدِي في جَنْبِهِ، لَنْ أُؤْمِن!».

Friday, April 13, 2012

إنجيل القدّيس لوقا .45-36:24

فِيمَا الرُسُلُ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!».
فٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف، وكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُم يُشَاهِدُونَ رُوحًا.
فقَالَ لَهُم يَسُوع: «مَا بَالُكُم مُضْطَرِبِين؟ وَلِمَاذَا تُخَالِجُ هذِهِ الأَفْكَارُ قُلُوبَكُم؟
أُنْظُرُوا إِلى يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ، فَإِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي، وٱنْظُرُوا، فإِنَّ الرُّوحَ لا لَحْمَ لَهُ وَلا عِظَامَ كَمَا تَرَوْنَ لِي!».
قالَ هذَا وَأَرَاهُم يَدَيْهِ وَرِجْلَيْه.
وَإِذْ كَانُوا بَعْدُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ مِنَ الفَرَح، وَمُتَعَجِّبِين، قَالَ لَهُم: «هَلْ عِنْدَكُم هُنَا طَعَام؟».
فَقَدَّمُوا لَهُ قِطْعَةً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيّ، وَمِنْ شَهْدِ عَسَل.
فَأَخَذَهَا وَأَكَلَهَا بِمَرْأًى مِنْهُم،
وقَالَ لَهُم: «هذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالمَزَامِير».
حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب.

Thursday, April 12, 2012

إنجيل القدّيس مرقس .18-15:16

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها.
فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان.
وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة،
ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».

Wednesday, April 11, 2012

إنجيل القدّيس يوحنّا .25-15:21

بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هؤُلاء؟». قَالَ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ حُمْلانِي».
قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ نِعَاجِي!».
قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ خِرَافِي!
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد».
قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي!».
وَٱلتَفَتَ بُطْرُس، فَرَأَى التِّلْمِيذَ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُمَا، وهُوَ الَّذي مَالَ عَلى صَدْرِ يَسُوعَ وَقْتَ العَشَاءِ وقَالَ لَهُ: يَا رَبّ، مَنْ هُوَ الَّذي يُسْلِمُكَ.
فَلَمَّا رَآهُ بُطْرُسُ قَالَ لِيَسُوع: «يَا رَبّ، وهذَا، مَا يَكُونُ لَهُ؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ؟ أَنْتَ، ٱتْبَعْنِي!».
وشَاعَتْ بَيْنَ الإِخْوَةِ هذِهِ الكَلِمَة، وهِيَ أَنَّ ذلِكَ التِّلْمِيذَ لا يَمُوت. لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ إِنَّهُ لا يَمُوت، بَلْ: إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ.
هذَا التِّلْمِيذُ هُوَ الشَّاهِدُ عَلى هذِهِ الأُمُور، وهُوَ الَّذي دَوَّنَهَا، ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقّ.
وصَنَعَ يَسُوعُ أُمُورًا أُخْرَى كَثِيْرَة، لَوْ كُتِبَتْ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، لَمَا أَظُنُّ أَنَّ العَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُهَا أَسْفَارًا مَكْتُوبَة.

Tuesday, April 10, 2012

إنجيل القدّيس يوحنّا .14-1:21

بَعْدَ ذلِك، ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَلى بُحَيْرَةِ طَبَرَيَّة، وهكَذَا ظَهَر:
كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُس، وتُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، ونَتَنَائِيلُ الَّذي مِنْ قَانَا الجَلِيل، وٱبْنَا زَبَدَى، وتِلْمِيذَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلامِيذِ يَسُوع، مُجْتَمِعِينَ مَعًا.
قَالَ لَهُم سِمْعَانُ بُطْرُس: «أَنَا ذَاهِبٌ أَصْطَادُ سَمَكًا». قَالُوا لَهُ: «ونَحْنُ أَيْضًا نَأْتِي مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَرَكِبُوا السَّفِينَة، فَمَا أَصَابُوا في تِلْكَ اللَّيْلَةِ شَيْئًا.
ولَمَّا طَلَعَ الفَجْر، وَقَفَ يَسُوعُ عَلى الشَّاطِئ، ولكِنَّ التَّلامِيذَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ يَسُوع.
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «يَا فِتْيَان، أَمَا عِنْدَكُم قَلِيلٌ مِنَ السَّمَك؟». أَجَابُوه: «لا!».
فَقَالَ لَهُم: «أَلْقُوا الشَّبَكةَ إِلى يَمِينِ السَّفِينَةِ تَجِدُوا». وأَلقَوْهَا، فَمَا قَدِرُوا عَلى ٱجْتِذَابِهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَك.
فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُس: «إِنَّهُ الرَّبّ». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبّ، إِتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وأَلْقَى بِنَفْسِهِ في البُحَيْرَة.
أَمَّا التَّلامِيذُ الآخَرُونَ فَجَاؤُوا بِٱلسَّفِينَة، وهُمْ يَسْحَبُونَ الشَّبَكَةَ المَمْلُوءَةَ سَمَكًا، ومَا كَانُوا بَعِيدِينَ عَنِ البَرِّ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَي ذِرَاع.
ولَمَّا نَزَلُوا إِلى البَرّ، رَأَوا جَمْرًا، وسَمَكًا عَلى الجَمْر، وخُبْزًا.
قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَاتُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذي أَصَبْتُمُوهُ الآن».
فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ إِلى السَّفِينَة، وجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلى البَرّ، وهِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وثَلاثًا وخَمْسِين. ومَعَ هذِهِ الكَثْرَةِ لَمْ تَتَمَزَّقِ الشَّبَكَة.
قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلُمُّوا تَغَدَّوا». ولَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَّلامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: «مَنْ أَنْت؟»، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ الرَّبّ.
وتَقَدَّمَ يَسُوعُ وأَخَذَ الخُبْزَ ونَاوَلَهُم. ثُمَّ فَعَلَ كَذلِكَ بِٱلسَّمَك.
هذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات.

Monday, April 9, 2012

إنجيل القدّيس مرقس .14-9:16

فَجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة ، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين.
وهذِهِ ٱنْطَلَقَتْ وَبَشَّرَتْ أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، وكَانُوا يَنُوحُونَ وَيَبْكُون.
وَهؤُلاءِ لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ حَيّ، وَأَنَّهَا أَبْصَرَتْهُ، لَمْ يُؤْمِنُوا.
وبَعْدَ ذلِكَ تَرَاءَى بِشَكْلٍ آخَر، لٱثْنَينِ مِنْهُم كَانَا ذَاهِبَينِ إِلى القَرْيَة.
وهذَانِ رَجَعَا وبَشَّرَا البَاقِين، ولا بِشَهَادَةِ هذَيْنِ آمَنُوا.
وأَخِيرًا تَرَاءَى لِلأَحَدَ عَشَر، وَهُم يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَام، فَبَكَّتَهُم عَلى عَدَمِ إِيْمَانِهم، وقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم، لأَنَّهُم لَمْ يُؤْمِنُوا بِشَهَادَةِ الَّذينَ أَبْصَرُوهُ بَعْدَ أَنْ قَام.

Sunday, April 8, 2012

قيامة يسوع

Copyright Image1 ولمّا انقضى السَّبت، اشترتْ مريم المجدليّة، ومريم أمُّ يعقوب، وسالومة، طيوبًا ليأتينَ ويُطيِّبْنَ جسد يسوع.
2 وفي يوم الأحد باكرًا جدًّا، أتينَ إلى القبر مع طلوع الشَّمس.
3 وكنَّ يقُلنَ فيما بينهنَّ: "مَن يُدحرجُ لنا الحجرَ عن باب القبر؟".
4 وتفرَّسنَ فشاهدنَ الحجرَ قد دُحرِج، وكان كبيرًا جدًّا.
5 ودخلنَ القبر، فرأينَ شابًّا جالسًا عن اليمين، متوشِّحًا حُلّةً بيضاء، فانذهلنَ.
6 فقال لهنَّ: "لا تنذهلنَ! أنتنَّ تطلبنَ يسوع النّاصريّ المصلوب. إنّهُ قام، وهو ليس هنا. وها هو المكان الذّي وضعوه فيه.
7 ألا اذهبنَ وقُلنَ لتلاميذه ولِبُطرس: إنّهُ يسبقكم إلى الجليل. وهناك ترونَهُ، كما قال لكم".
8 فخرجنَ من القبر وهربنَ من شدّة الرِّعدة والذّهول. ومن خوفهنَّ لم يقُلنَ لأحدٍ شيئًا...









تأمّل

حين يُقرأ هذا النصّ من إنجيل مرقس في الكنيسة، نكون في عيد القيامة، عيد، يظهر لنا كيف أنّ الله يتدخّل في التاريخ، عيد، يجعل حضور الربّ معنا دائمًا، عيد يحوّل حياتنا في يوميّاتها وفي نهايتها.ونروح نتعلّق بفكرة القيامة، فتتّجه أفكارنا إلى الربّ. نعلم أنّنا، من عنده، نطبع حياتنا العابرة بأزليّة ترافقها بدءًا من هذه الأرض، بدءًا من كلّ هنيهة في يوميّاتنا. تأمّلنا يتمحور حول حقيقة القيامة وحول عيشها في يوميّاتنا.
المسيح قام... حقًّا قام
حقيقة القيامة، نعلنها مع المؤمنين في الجماعات المسيحيّة الأولى، ومع كتّاب العهد الجديد الملهمين الذين عبّروا عن إيمان هذه الجماعات. نصرخ ونعترف بأنّ الربّ حقًّا تألّم وحقًّا صُلِب وحقًّا مات... وحقًّا قام. بذلك انتصر يسوع الربّ المسيح المخلّص على الموت، وعلّمنا أنّه أقوى من الموت، ومن أيّ شكلٍ من أشكاله.
إيمان الكنيسة، عبر الأجيال، عاد إلى اختبار الجماعات المسيحيّة الأولى، إلى اختبار تلك النّسوة اللواتي عرفنَ عن حقّ أنّ المسيح تالّم وصلب ومات وقام. حقيقة، غيّرت وجه التاريخ ووجه البشريّة. حقيقة إيمانيّة موضوعيّة، يتيقّن كلّ مؤمن صحّتها ويعلم، أنّه بإيمانه هذا، ينضمّ إلى قوافل الأجيال السابقة والحالية واللاحقة التي تعترف بالمسيح الربّ المصلوب والمائت والقائم من القبر.
إنّه إيمان يعترف بقدرة الله، إله الأحياء. هذه القدرة التي برهن عنها الربّ في التاريخ منذ الصفحة الأولى التي نعرفها، أي منذ الخلق والتكوين. حدث القيامة يؤكّد مسيرة ابتدأت، منذ الخلق، وتتواصل حتى نهاية الأزمنة. إنّها مسيرة الله الذي يتدخّل في التاريخ، وفق حكمته ومشيئته، كاشفًا عن محبّته وعن تحويله لتاريخ البشر، متى ارتأى "أنّ ذلك حسن".
عيش القيامة من تجارب المؤمن الكبيرة، أن يستعذب التفكير في أموره الإيمانيّة أو التكلّم عنها، من دون أن يجسّد بُعدها الحياتي الحقيقيّ. فكلّ حقيقة إيمانيّة موضوعيّة، أي قائمة بحدّ ذاتها، هي على علاقة عضويّة وثيقة بحياة المؤمن. وحقيقة القيامة هي أيضًا كذلك. قام الربّ يسوع من بين الأموات، وانتصر على الموت، وعلّمنا بذلك أنّ لا سلطة للموت علينا. بل نحن أبناء الحياة. كلّ منّا يستطيع أن يسأل ذاته، كم مرّة عاش هذه الحقيقة، حقيقة أنّ لا شيء ولا أحد في هذه الدنيا يستطيع أن يغلب المؤمن الحقيقيّ، لأنّه على الربّ متّكل فلا شيء يقوى عليه. يريد الربّ يسوع منّا أن نعيش قيامته بكلّ أبعادها، يريد ان نجعلها خاصّتنا وذلك بالاتّحاد به.
يتابع المؤمن، بجهادٍ يوميّ فرِحٍ، التزامه بالحالة التي اعتنقها، كزوج أو زوجة أو أب أو أم أو راهب او راهبة أو كاهن أو عامل أو أيّ حالة وجد فيها. سوف يعلم أنّ الربّ يبارك الجهاد والمثابرة في الحياة. المؤمن الحقيقيّ هو من يعلم أنّ حياة الإنسان محدودة وممزوجة بالصليب، وأنّ نقص الفرح متأت من محدوديّة الإنسان والكون والحياة على الأرض. لكنّه يعرف أنّ الظلم والتعسّف والصعوبة والمحنة، ليست لها الكلمة النهائيّة في الحياة، بل إنّ القيامة والمجد مع المسيح، هما الحالة التي يعيشها المؤمن. المؤمن، هو من يعلم كيفيّة المساهمة في إنماء حضارة الحياة أو حضارة القيامة حيثما وجد، في ذاته أولا، ثم في الآخرين. لا أحد ولا شيء في هذه الدنيا، يقوى على مؤمن تسلّح بالاتّحاد بالربّ. هذا هو العيش في القيامة. هذا هو تجسيد حقيقة القيامة في الحياة اليوميّة، لكي يعيشها الإنسان في الحياة ما بعد الموت الجسديّ.

Saturday, April 7, 2012

إنجيل القدّيس متّى .66-62:27

في الغَد - أَيْ بَعْدَ التَّهْيِئَةِ لِلسَّبْت - ٱجْتَمَعَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ لَدَى بِيلاطُس،
وقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّد، لَقَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ المُضَلِّلَ قَال، وهُوَ حَيّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَقُوم.
فَمُرْ أَنْ يُضْبَطَ القَبْرُ إِلى اليَوْمِ الثَّالِث، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلامِيذُهُ ويَسْرِقُوه، ويَقُولُوا لِلشَّعْب: إِنَّهُ قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، فَتَكُونَ الضَّلالَةُ الأَخِيرَةُ أَكْثَرَ شَرًّا مِنَ الأُولى!».
فقَالَ لَهُم بِيلاطُس: «عِنْدَكُم حُرَّاس، إِذْهَبُوا وٱضْبُطُوا القَبْرَ كَمَا تَعْرِفُون».
فَذَهَبُوا وضَبَطُوا القَبْر، فَخَتَمُوا الحَجَرَ وأَقَامُوا الحُرَّاس.

Friday, April 6, 2012

إنجيل القدّيس يوحنّا .37-31:19

إِذْ كَانَ يَوْمُ التَّهْيِئَة، سَأَلَ اليَهُودُ بِيلاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ المَصْلُوبِينَ وتُنْزَلَ أَجْسَادُهُم، لِئَلاَّ تَبْقَى عَلى الصَّليبِ يَوْمَ السَّبْت، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا.
فَأَتَى الجُنُودُ وكَسَرُوا سَاقَي الأَوَّلِ والآخَرِ المَصْلُوبَينِ مَعَ يَسُوع.
أَمَّا يَسُوع، فَلَمَّا جَاؤُوا إِلَيْهِ ورَأَوا أَنَّهُ قَدْ مَات، لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْه.
لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الجُنُودِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَة. فَخَرَجَ في الحَالِ دَمٌ ومَاء.
والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا.
وحَدَثَ هذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم».
وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: «سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه».

إنجيل القدّيس لوقا .23-1:22

كانَ عِيدُ الفَطِيرِ الَّذي هوَ عِيدُ الفِصْحِ يَقْتَرِب.
وكانَ الأَحْبَارُ وَالكَتَبَةُ يَبْحَثُونَ كَيْفَ يَقْضُونَ عَلَى يَسُوع، لأَنَّهُم كانُوا يَخَافُونَ مِنَ الشَّعْب.
ودَخَلَ الشَّيْطَانُ في يَهُوذَا المُلَقَّبِ بِالإِسْخَرْيُوطِيّ، وَهُوَ مِنْ عِدَادِ الٱثْنَي عَشَر،
فَمَضَى وَفَاوَضَ الأَحْبَارَ وقَادَةَ حَرَسِ الهَيْكَلِ كَيْفَ يُسْلِمُ إِلَيْهِم يَسُوع.
فَفَرِحُوا، وٱتَّفَقُوا أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّة.
فقَبِلَ، ثُمَّ رَاحَ يَتَلَمَّسُ فُرْصَةً مُؤَاتِيَة، لِيُسْلِمَهُ إِلَيْهِم بَعِيدًا عَنِ الجَمْع.
وحَلَّ يَوْمُ الفَطِير، الَّذي يَجِبُ أَنْ يُذبَحَ حَمَلُ الفِصْحِ فِيه،
فَأَرْسَلَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «إِذْهَبَا فَأَعِدَّا لَنَا عَشَاءَ الفِصْحِ لِنَأْكُلَهُ».
فقَالا لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّهُ؟».
فقَالَ لَهُمَا: «مَا إِنْ تَدْخُلا المَدِينَةَ حَتَّى يَلْقَاكُمَا رَجُلٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاء، فٱتْبَعَاهُ إِلى البَيْتِ الَّذي يَدْخُلُهُ.
وَقُولا لِرَبِّ البَيْت: أَلْمُعَلِّمُ يَقُولُ لَكَ: أَيْنَ القَاعَةُ الَّتي آكُلُ فِيهَا عَشَاءَ الفِصْحِ مَعَ تَلامِيذِي؟
وَهُوَ يُريكُمَا عِلِّيَةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَة، فَأَعِدَّاهُ هُنَاك».
فذَهَبَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، وأَعَدَّا عَشَاءَ الفِصْح.
ولَمَّا حَانَتِ السَّاعَة، ٱتَّكَأَ يَسُوعُ وَمَعَهُ الرُّسُل،
فقَالَ لَهُم: «شَهْوَةً ٱشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الفِصْحَ مَعَكُم قَبْلَ آلامي!
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ آكُلَهُ بَعْدَ اليَومِ إِلَى أَنْ يَتِمَّ في مَلَكُوتِ الله».
ثُمَّ أَخَذَ كَأْسًا، وَشَكَرَ، وَقَال: «خُذُوا هذِهِ الكَأْسَ وٱقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُم.
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ أَشْرَبَ عَصِيرَ الكَرْمَة، مُنْذُ الآن، إِلى أَنْ يَأْتِيَ مَلَكُوتُ الله».
ثُمَّ أَخَذَ خُبْزًا، وَشَكَرَ، وَكَسَرَ، وَنَاوَلَهُم قَائلاً: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُبْذَلُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي».
وكَذلِكَ أَخَذَ الكَأْسَ بَعْدَ العَشَاءِ وَقَال: «هذِهِ الكَأْسُ هِيَ العَهْدُ الجَدِيدُ بِدَمِي، الَّذي يُهْرَقُ مِنْ أَجْلِكُم.
ولكِنْ، هَا هِيَ يَدُ الَّذي يُسْلِمُنِي مَعِي عَلى المَائِدَة.
فٱبْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مُقَرَّر؛ إِنَّمَا ٱلوَيْلُ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذي يُسْلِمُهُ!».
فٱبْتَدَأَ الرُّسُلُ يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُم: «مَنْ تُرَى مِنْهُم هُوَ المُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هذَا؟».

Tuesday, April 3, 2012

إنجيل القدّيس لوقا .30-22:13

كَانَ يَسُوعُ يَجْتَازُ في المُدُنِ وَالقُرَى، وَهُوَ يُعَلِّم، قَاصِدًا في طَريقِهِ أُورَشَلِيم.
فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُم: «يا سَيِّد، أَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَخْلُصُون؟».
فَقَالَ لَهُم: «إِجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق. أَقُولُ لَكُم: إِنَّ كَثِيرينَ سَيَطْلُبُونَ الدُّخُولَ فَلا يَقْدِرُون.
وَبَعْدَ أَنْ يَكُونَ رَبُّ البَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ البَاب، وَبدَأْتُم تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ البَابَ قَائِلين: يَا رَبّ، ٱفتَحْ لَنَا! فَيُجِيبُكُم وَيَقُول: إِنِّي لا أَعْرِفُكُم مِنْ أَيْنَ أَنْتُم!
حِينَئِذٍ تَبْدَأُونَ تَقُولُون: لَقَد أَكَلْنَا أَمَامَكَ وَشَرِبْنا، وَعَلَّمْتَ في سَاحَاتِنا!
فَيَقُولُ لَكُم: إِنِّي لا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! أُبْعُدُوا عَنِّي، يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْم!
هُنَاكَ يَكُونُ البُكاءُ وَصَرِيفُ الأَسْنَان، حِينَ تَرَوْنَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسحقَ وَيَعْقُوبَ وَجَميعَ الأَنْبِياءِ في مَلَكُوتِ الله، وَأَنْتُم مَطْرُوحُونَ خَارِجًا.
وَيَأْتُونَ مِنَ المَشَارِقِ وَالمَغَارِب، وَمِنَ الشَّمَالِ وَالجَنُوب، وَيَتَّكِئُونَ في مَلَكُوتِ الله.
وَهُوَذَا آخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين، وَأَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين».

Monday, April 2, 2012

إنجيل القدّيس متّى .27-17:21

تَرَكَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وخَرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ إِلى بَيْتَ عَنْيَا وبَاتَ هُنَاك.
وبَيْنَمَا هُوَ رَاجِعٌ عِنْدَ الفَجْرِ إِلى المَدِيْنَة، جَاع.
ورَأَى تِينَةً عَلى جَانِبِ الطَّريق، فَذَهَبَ إِلَيْهَا، ولَمْ يَجِدْ علَيهَا إِلاَّ وَرَقًا فَقَط، فَقَالَ لَهَا: «لا يَكُنْ فَيكِ ثَمَرٌ إِلى الأَبَد!». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ حَالاً.
ورَأَى التَّلامِيذُ ذلِكَ فَتَعَجَّبُوا وقَالُوا: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ حَالاً؟».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ كُنْتُم تُؤْمِنُونَ ولا تَشُكُّون، فَلَنْ تَفْعَلُوا مَا فَعَلْتُ أَنا بِالتِّينَةِ فَحَسْب، بَلْ إِنْ قُلْتُم أَيْضًا لِهذَا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، يَكُونُ لَكُم ذلِكَ.
وكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ في الصَّلاةِ بِإيْمَان، تَنَالُونَهُ».
وجَاءَ يَسُوعُ إِلى الهَيْكَل، وبَينَمَا هُوَ يُعَلِّم، دَنَا مِنهُ الأَحْبَارُ وشُيُوخُ الشَّعْبِ وقَالُوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا ؟ ومَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَان؟».
فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «وأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُم سُؤَالاً وَاحِدًا، فَإِنْ أَجَبْتُمُونِي قُلْتُ لَكُم أَنا أَيْضًا بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا.
مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاس؟». فَأَخَذُوا يُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِهِم قَائِلين: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاء، يَقُولُ لَنَا:فَلِمُاذَا لَم تُؤْمِنُوا بِهِ؟
وإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاس، نَخَافُ مِنَ الجَمْع، لأَنَّهُم كُلَّهُم يَعْتَبِرُونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا».
فَأَجَابُوا وقَالُوا لِيَسُوع: «لا نَعْلَم!». قَالَ لَهُم هُوَ أَيْضًا: «ولا أَنَا أَقُولُ لَكُم بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا.

Sunday, April 1, 2012

يسوع يدخل أورشليم

12 في الغد، لمّا سمع الجمع الكثير، الذّي أتى إلى العيد، أنَّ يسوع آتٍ إلى أورشلCopyright Imageيم،
13 حملوا سَعَفَ النّخلِ، وخرجوا إلى مُلاقاته وهم يصرخون:
     "هوشعنا! مباركٌ الآتي باسم الربّ، ملك إسرائيل".
14 ووَجد يسوع جحشًا فركِبَ عليه، كما هو مكتوب:
15 "لا تخافي، يا ابنة صهيون، هوذا ملكُكِ يأتي راكبًا على
     جحشٍ ابنِ أتان".
16 وما فَهِمَ تلاميذه ذلكَ، أوّل الأمر، ولكنّهم تذكّروا، حين مُجّد
     يسوع، أنّ ذلك كُتِبَ عنهُ، وأنّهم صنعوه له.
17 والجمعُ الذّي كان مع يسوع، حين دعا لعازر من القبر وأقامه
     من بين الأموات، كان يشهدُ له.
18 مِن أجل هذا أيضًا لاقاه الجمعُ، لأنّهم سمعوا أنّه صنعَ تلك
     الآية.
19 فقال الفرّيسيّون بعضهم لبعض: "أُنظروا: إنّكم لا تنفعون
     شيئًا! ها هو العالم قد ذهب وراءه!".
يسوع يُنبئ بموته وقيامته
20 وكان بين الصاعدين ليسجدوا في العيد، بعضُ اليونانيّين.
21 فَدَنا هؤلاء مِن فيلبُّس الذي مِن بيتَ صيدا الجليل، وسألوهُ
     قائلي: "يا سيّد، نريدُ أن نرى يسوع".
22 فجاء فيلبّس وقال لأندراوس، وجاء أندراوس وفيلبّس وقالا ليسوع.


تأمّل:

مشهد يسوع الممتطي جحشاً، والداخل أورشليم، يجعلنا نفكّر بذلك القويّ، الكليّ القدرة، الّذي تواضع، وكان هدفه الوحيد الخلاص. لذا نصرخ له "هوشعنا"، ونودّ استقباله في ذاتنا. نعلم أنّه سوف يكون معنا لأنّه أمين لتصميمه الخلاصيّ. في هذا العيد، عيد الشعانين، فلنلجأ إلى براءة الأطفال الّذين لهم مكانـهم المميّز، ولنستقِ منها طيبةً نتوجّه بـها إلى الله محيينا.
ذو سلطان خلاصيّ، ومتواضع:
ركب يسوع، الملك، على جحشٍ، ودخل أورشليم، مدينته. فعلّم بذلك أنّه ذو سلطان خلاصيّ مطلق، لذا بإمكانه أن يتواضع ويظلّ سلطاناً، من أجل الخلاص.
لا شكّ أنّ في ذلك أمثولةً لكلّ إنسان يفتّش عن الحقّ. فالقويّ في ذاته، يريد الخير والخلاص للآخرين. إنّه ذو سلطان. وسلطانه يزداد رسوخاً ما ازداد هو في محبّته الإنسان وتواضعه. وتواضعه هذا يصبح من مكوّنات وجوده.
على وجه الأرض، أمثالٌ كثيرةٌ من الّذين هم مستعدّون لكلّ شيء من أجل "حفنة"  سلطان تُعطى لهم، إن بواسطة المال أو بواسطة المركز الإجتماعيّ. فهؤلاء لا يفتّشون عن الخير، بل عن راحةٍ يظنّونـها دائمة، من خلال سلطانـهم. قد يلهون بما لهم من سلطان ويعبثون بحياة الآخرين، بدون حقّ وعدالة، فيغيب عن بالهم أنّ الله هو السيّد المطلق، وأنّ سلطانـهم إلى زوال، مهما عظُم، وأنّه يشتّتهم بأفكار قلوبـهم. من المؤسف أنّ كثيرين لا يتيقّنون ذلك إلاّ بعد حصوله، فلا يأبـهون للخير والعدالة والحقّ، في أيّام حيازتـهم على المال أو السلطة.
ولكنّ المؤمن يتجنّب النزعة غير الجيّدة الموجودة عند البعض والمتمثّلة بانتقاد الحاكم أو الغنيّ، فقط لأنّه كذلك. الأجدر بكلّ مؤمن أن يحبّ الجميع، ويحكم على الأمور بكلّ عين نيّرة، بناءً على مقياس المحبّة والخير والحقّ، متيقّناً أنّ الله وحده يعلم خفايا القلوب. المؤمن هو من يتذكّر دوماً أنّ الإنسان لا يكون قويًّا بدون القويّ الّذي هو الله.
نحن وأورشليم، و"هوشعنا":
دخل يسوع أورشليم، "مدينته"، ليطهّرها ويجعلها مكان العبادة الحقيقيّة. وهو علّم السامريّة أن العبادة الحقيقيّة لله تسمو فوق المكان. وبذلك، بيّن لها، ولكلّ إنسان، أنّ كلّ واحدٍ بإمكانه أن يكون المدينة التي تستقبل يسوع، وذلك، إذا عبد الله بالروح والحقّ، إذا جعل داخله طاهراً ونقيًّا، منقًّى من الغشّ والسوء والكذب. بذلك، نصبح نحن مثل أورشليم، مدينة الملك، المدينة المطهّرة المنقّاة لاستقبال ملكها. أمام هذا الملك العظيم، يسوع، نصرخ: "هوشعنا"، أي "خلّصنا"، ونعلم أنّه قدير على ذلك، فيكون صراخنا في الوقت عينه تسبيحاً لقدرته الخلاصيّة الّتي يبيّنها للإنسان.
الأطفال:
في عيد الشعانين، فرحةٌ فريدة للأطفال. وعلى هذه الفرحة أن تكون فرحة الكبار بالأطفال. فصراخهم البريء غير المتيقّن بما يسمّى إزعاجاً في بيت العبادة، أي في الكنيسة، يصبح، في هذا اليوم الفريد، ممزوجاً بليتورجيّا التسبيح لله، فيفرح الكبار بصراخهم ولا ينزعجوا. ويفرح الكبار أيضاً لأنّهم يلجأون، بشعورهم، إلى براءة هؤلاء الأطفال، يريدون أن يستقوا منها طيبةً بـها يتوجّهون إلى يسوع الّذي يستقبل الأطفال ويقول: "إنّ لمثل هؤلاء ملكوت السماوات".
فلنتبع يسوع في "دخوله أورشليم"، ولنعلم أنّها طريق توصل إلى المجد، مجد القيامة.