Sunday, December 4, 2011

مولد المعمدان وختانته


57 وتمَّ زمان إليصابات لتلِدْ، فولدَتْ ابنًا.
58 وسمعَ جيرانها وأقاربـها أنّ الربّ قد عظَّم رحمته لها، ففرحوا معها.
59 وفي اليوم الثامن جاؤوا ليختنوا الصبيّ، وسمّوه باسم أبيه زكريّا.
60 فأجابتْ أمُّهُ وقالت: "لا! بلْ يُسمَّى يوحنَّا!".
61 فقالوا لها: "لا أحد في قرابتكِ يُدعى بهذا الاسم".
62 وأشاروا إلى أبيه ماذا يريد أن يُسَمِّيَهُ.
63 فطلبَ لوحًا وكتبَ: "إسمهُ يوحنّا!" فتعجَّبوا جميعهم.
64 وانفتحَ فجأةً فم زكريّا، وانطلق لسانه، وجعلَ يتكلَّم ويُبارك الله،
65 فاستولى الخوف على جميع جيرانـهم، وتحدَّث النّاس بكلّ هذه
     الأمور في كلِّ جبل اليهوديّة.
66 وكان كلُّ مَن سَمِعَ بذلكَ يحفظَهُ في قلبهِ قائلاً: "ما عسى هذا
     الصبيّ أن يكون؟". وكانت يدُ الربِّ حقًّا معه.

 لو 1: 57-66



تأمّـل :

مولد يوحنا المعمدان، يحقّق الوعد ويضع حداً لعهد قديم، وبداية لعهد جديد. أي أنّ وعود الله منذ القديم التي بدأت مع إبراهيم، بدأت تتحقّق بحسب مخطّطه الخلاصي. فمولده هو إعلان لهذا المخطّط ولهذا الوعد، أتى يمهّد ويحضّر ويعلن رحمة الربّ التي تجلّت نهائيّاً بيسوع المسيح.
يوحنا المعمدان هذا النبي العظيم، وهو من "أعظم مواليد النساء"، كما قال عنه الرب يسوع. هذا الصوت الصارخ بضمير كلّ إنسان: "توبوا قد اقترب ملكوت الله"، إنّه الصوت نفسه، نسمعه اليوم يدوّي في ضميرنا ليقول لنا: "إسمعوا واصغوا": إنّ المسيح يريد أن يولد في قلوبكم ليغيّركم. يريد أن يولد في مياتمكم، في الفقراء، في الموجوعين، في قلوب الأطفال وفي قلب كلّ إنسان بحاجة لرحمته، فافتحوا له أبواب نفوسكم.
 أحد مولد يوحنا جاء ليقول لنا، كما كان يقول للجموع المقبلة إليه منذ ألفي سنة: "أعدّوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة". أي أعدّوا طريقه إليكم الآن لأنه آتٍ، فاستقبلوا عيد ميلاده بقلب طاهر، بصلاة عميقة نابعة من القلب، برجوع إلى الذات والابتعاد عن الخطيئة بتوبة صادقة وبقلب منسحق ومؤمن. ليس فقط بالحفلات المنزليّة وفي المقاهي، والسهرات، والمآكل والزينة وإلى ما هنالك....
هذا الصوت يا أحبّائي يأتي إلينا اليوم لكي ينبّهنا بأن نرجع عن الأخطاء ونطلب المغفرة حتى نعيش فترة الميلاد بروحانيّة عميقة تعبّر عن عمق ومصداقيّة حياتنا المسيحية لهذا الحدث العظيم، بأعمال التوبة، والرجوع إلى الذات، وإلى الوعي لمسيحيتنا وفهم عمق سرّ التجسّد الفاعل والساكن في قلوبنا.
فلنعشْ ونطبّق، بالمحبّة لله ولأخينا، هذه العطيّة أي عطيّة الله ذاته لنا في عمق الحب والعيش والقداسة والسيرة الصالحة، آمين.