Saturday, May 12, 2012

ظهور يسوع للرسل في العلّية

Copyright Image
36 وفيما هم يتكلّمونَ بهذا، وقفَ يسوعُ في وسطهم، وقالَ لهم: "ألسلامُ لكم!".
37 فارتاعو، واستولى عليهم الخوف، وكانوا يظنّونَ أنّهم يشاهدونَ روحًا.
38 فقالَ لهم يسوع: "ما بالكم مُضطربين؟ ولماذا تُخالجُ هذه الأفكارُ قلوبكم؟
39 أنظروا إلى يديَّ ورِجليَّ، فإنّي أنا هو. جسُّوني، وانظروا، فإنَّ الرّوحَ لا لحمَ لهُ ولا عظامَ كما ترونَ لي!".
40 قالَ هذا وأراهم يديهِ ورجليه.
41 وإذ كانوا بعدُ غيرَ مُصدّقينَ منَ الفرح،
     ومُتعجّبين، قالَ لهم: "هل عندكم هنا طعام؟".
42 فقدَّموا لهُ قطعةً من سمكٍ مشويّ، ومن شهدِ عسل.
43 فأخذها وأكلها بمرأى منهم،
يسوع أتمّ العهد القديم
44 وقالَ لهم: "هذا هو كلامي الذي كلّمتكم به، وأنا بعدُ معكم. كانَ ينبغي أن يتمَّ كلُّ ما كُتبَ عنّي في توراةِ موسى، والأنبياء والمزامير".
45 حينئذٍ فتحَ أذهانهم ليفهموا الكتب.
46 ثم قالَ لهم: "هكذا مكتوبٌ أنّ المسيحَ يتألّم، ويقومُ من بينِ الأموات في اليومِ الثّالث.
47 وباسمهِ يُكرزُ بالتّوبة لمغفرةِ الخطايا، في جميعِ الأمم، إبتداءً من أورشليم.
48 وأنتم شهودٌ على ذلك.

   لو 24: 36-48

تأمّل
بعد ظهوره لتلميذي عمّاوس، ظهر يسوع للأحد عشر، وللذّين كانوا مجتمعين معهم. ردّة فعلهم على ذاك الظهور، وكلام يسوع لهم، يدفعاننا، كمؤمنين، إلى العيش، وكأنّنا كنّا مع الأحد عشر والذين معهم، في ذلك اللقاء مع يسوع، الربّ القائم من بين الأموات، الربّ المحبّ الذي يطيب للمرء لقاؤه.

1- فكرٌ، وفق تعليم الربّ في الكتاب المقدّستجاه ما حدث أمامهم، ارتاع التلاميذ. فأجابهم الربّ: "لماذا تخالج هذه الأفكار قلوبكم؟" إنّ ما حدث معهم أمر محيّر، لكنّ سؤال يسوع يعني أنّهم لو انتبهوا جيّدًا إلى الكتاب المقدّس وإلى كلامه، لما كانوا ارتاعوا. وبالتالي، إذا ارتاعوا الآن، عليهم أن يلجأوا إلى الكتاب المقدّس وإلى كلامه، لكي يفهموا سير الأحداث. أَوَليست هذه حالة الكثيرين منّا، عندما يجابهون أحداثًا في حياتهم، تحيّرهم؟ قد تكون هذه الأحداث إمّا سلبيّة أو إيجابيّة، ولكنّها في كلتا الحالتين محيّرة. فيرتاع الإنسان منها. يشعر وكأنّ ما يحدث معه هو على مستوى شديد في الغرابة، ويرفضه، إذا كان سلبيًّا، ويتمرّد عليه، ولكنّه لا يستطيع تجاهه شيئًا. فيتيقّن أنّ رفضه وتمرّده يقودانه إلى انزعاج داخلي شديد، يؤذيه ويؤذي مَن حوله. فأمام هذه الحالة يطرح المرء على ذاته السؤال عمّا هو الموقف الأفضل.
 هنا يكمن خيار المؤمن الحقيقيّ. يتبنّى الموقف الذي على أساسه، يجب معالجة أحداث حياته، بفكر يطابق فكر الربّ وتعليمه، من خلال الكتاب المقدّس، والكنيسة، أي الجماعة التي ينتمي إليها.

2- حمل الرسالة، إنطلاقًا من "أورشليم" وحتّى "أقاصي الأرض" يؤكّد يسوع للتلاميذ أنّه باسمه، سوف يكرز بالتوبة لمغفرة الخطايا، اي أنّه سوف يُنادى بالإيمان باسم يسوع المسيح. وإنّ ذلك يفضي إلى غفران الخطايا والخلاص. إنّ ذلك يسمح للإنسان بالعيش في رحاب الله، فلا تبعده عنه خطيئة أو أمر سيّئ آخر في الحياة، حينها ينتصر الإنسان على كلّ ما يؤذيه، بمعنى أنّه يستطيع البقاء مع الله، في كلّ أحواله الحياتيّة، الماديّة والمعنويّة والنفسيّة. إنّها بشارة الخلاص. والخلاص كلمة يجب إعطاؤها قيمتها التي تستحقّ، فكم منّا لا يعود يفكّر بماهيّتها لكثرة ما نردّدها. يسوع يريد لنا الخلاص، أي أن نتخلّص من كلّ ما يؤذينا، حتى ولو بقي ما يؤذينا موجودًا، فلا يعود يؤذينا، بل نسيطر نحن عليه، ونسمو بحالتنا الى الاختبار الحياتي اليوميّ مع الله.

خاتمة: في هذا الأحد المبارك، عسانا نشعر بحضور الربّ دومًا معنا، يعلّمنا ويرشدنا إلى قراءة الكتاب المقدّس، فيكون فكرنا مطابقًا لفكر الربّ، وتخالج قلبنا الأفكار الحسنة. عسانا نعيش الإيمان وننقله إلى الآخرين، من دون استثناء.