16 هَا أنا أُرسِلكم كالخرِاف بين الذئاب. فكونوا حُكماء كالحيّات، ووُدعاء كالحمام.
17 إحذروا النّاس! فإنّهم سيُسلمونكم إلى المجالس، وفي مجامعهم يجلدونكم.
18 وتُساقون إلى الوُلاة والملوك من أجلي، شهادةَ لهُم وللأُمم.
19 وحين يُسلمونَكم، لا تهتمّوا كيفَ أو بماذا تتكلّمون، فإنّكم ستُعطونَ في تلك السّاعة ما تتكلّمون به.
20 فلستُم أنتم المُتكلِّمين، بل روح أبيكم هو المتكلّم فيكم.
21 وسيُسْلِم الأخُ أخاه إلى الموت، والأب ابنهُ، ويتمرّد الأولاد على والديهم ويقتلونهم.
22 ويُبغضُكم جميع النّاس من أجلِ اسمي، ومَن يصبِر إلى المنتهى يخلُص.
23 وإذا اضطهدوكم في هذه المدينة، أُهربوا إلى غيرها. فالحقَّ أقول لكم: لن تبلغوا آخر مُدن ِ إسرائيل حتّى يأتي ابنُ الإنسان.
24 ليسَ تلميذٌ أفضل من معلّمه، ولا عبدٌ من سيّده.
25 حَسبُ التّلميذ أن يصيرَ مثل معلّمه، والعبد مثل سيّده. فإن كانَ سيّدُ البيت قد سمَّوهُ بعلَ زبول، فكَم بالأحرى أهل بيتهِ؟
متى 10: 16-25
تأمّـل
مقدمة
كلمات انجيل الاحد السادس بعد العنصرة مستقاة من "عظة الرسالة" في انجيل متى حيث يعطي يسوع توجيهاته ووصاياه الى تلاميذه. لكن بالرغم من أنّها كلمات موجهة الى التلاميذ، الا انها تطال كل مؤمن في كل زمان. يكفي فقط تفعيلها في حاضر كلّ منّا لنستقي منها حياة.
أوّلا – واقعية البشارة المسيحية: يقول يسوع لتلاميذه: "ها انا ارسلكم كالخراف بين الذئاب. فكونوا حكماء كالحيّات، وودعاء كالحمام". يصلح هذا الكلام بالطبع لنا ايضا ويدلّ بشكل اكيد الى واقعية الحياة المسيحية. إنها حياة تعاش ضمن محيطها ولا تبغي الهروب منه. إنّ ذلك يصلح ان يكون صدى لكلمة يسوع في انجيل يوحنا: "لا اسأل ان ترفعهم من العالم، بل ان تحفظهم من الشرير" (يوحنا 17/15). الحكمة والوداعة هما الصفتان اللتين يطلبهما يسوع من تلاميذه، فيدلّ بذلك ان الحياة المسيحية تتمتع بواقعية كبيرة وتعاش ضمن الحياة اليومية وتتكيّف وفق الظروف دون المساومة على الايمان وجوهره.
ثانيا – الاضطهاد: يستشفّ من كلام يسوع ان اجواء البشارة محاطة باضطهاد. قد يكون الاضطهاد الحسّي واقع المسيحيين في القرن الاول وفي بعض الاماكن حاليا. ولكن ليست هذه الحال في الغالبية من الاحوال في وقتنا الحاضر. فكثير من المسيحيين لا يعيشون مضطهدين بسبب ايمانهم وبشارتهم. لكن المؤمن الذي يسمع كلام يسوع يفهم ان في الحياة امورا كثيرة تعاكس المؤمن وتشكّل نوعا من اضطهاد لايمانه. فكثير ممّا يحدث في حياة الانسان ويحيط به قد يشكّل ظروفا تعاكس الايمان وتبعد الانسان عن حياته مع الله. وهذه بالطبع تشكّل اضطهادا للايمان. كلام يسوع يتعلق مباشرة باعلان البشارة، ولكن بالطبع نستطيع تطبيقه على انفسنا في عيشنا الايماني، لأن من يعلن البشارة عليه حملها في ذاته اولا.
حينها تلمع ببالنا كلمة يسوع انه ارسلنا واوصانا بالتزود بالحكمة والوداعة. هذا يعني اننا تجاه اي امر في الحياة، من تجارب مادية وسلطوية ومن تجربة الجاه والحسد والحقد واذية الآخر وتجاه المرض او المصيبة او المأساة، علينا ان نقف موقفا صلبا يتصف بالحكمة والوداعة، فنتشبّث بايماننا ونعلم ان فيه وفيه وحده حياة. حينها نتكلم بما يصلح لحياتنا ونتمسك به وحينها يكون الروح هو المتكلم فينا كما قال لنا يسوع.
خاتـمة انجيل اليوم هو لنا امثولة كيف نجعل كلام يسوع متعلقا مباشرة بحاضرنا حتى ولو اعتقد البعض انه كلام يتعلق بحالة خاصة من الماضي. إن كلام يسوع في الانجيل هو كلام الله لنا في كل مكان وكل زمان. علينا اكتشاف معناه وتطبيقه في حياتنا الشخصية والجماعية. حينها تكون لنا الحياة، وتكون لنا وافرة.
17 إحذروا النّاس! فإنّهم سيُسلمونكم إلى المجالس، وفي مجامعهم يجلدونكم.
18 وتُساقون إلى الوُلاة والملوك من أجلي، شهادةَ لهُم وللأُمم.
19 وحين يُسلمونَكم، لا تهتمّوا كيفَ أو بماذا تتكلّمون، فإنّكم ستُعطونَ في تلك السّاعة ما تتكلّمون به.
20 فلستُم أنتم المُتكلِّمين، بل روح أبيكم هو المتكلّم فيكم.
21 وسيُسْلِم الأخُ أخاه إلى الموت، والأب ابنهُ، ويتمرّد الأولاد على والديهم ويقتلونهم.
22 ويُبغضُكم جميع النّاس من أجلِ اسمي، ومَن يصبِر إلى المنتهى يخلُص.
23 وإذا اضطهدوكم في هذه المدينة، أُهربوا إلى غيرها. فالحقَّ أقول لكم: لن تبلغوا آخر مُدن ِ إسرائيل حتّى يأتي ابنُ الإنسان.
24 ليسَ تلميذٌ أفضل من معلّمه، ولا عبدٌ من سيّده.
25 حَسبُ التّلميذ أن يصيرَ مثل معلّمه، والعبد مثل سيّده. فإن كانَ سيّدُ البيت قد سمَّوهُ بعلَ زبول، فكَم بالأحرى أهل بيتهِ؟
متى 10: 16-25
تأمّـل
مقدمة
كلمات انجيل الاحد السادس بعد العنصرة مستقاة من "عظة الرسالة" في انجيل متى حيث يعطي يسوع توجيهاته ووصاياه الى تلاميذه. لكن بالرغم من أنّها كلمات موجهة الى التلاميذ، الا انها تطال كل مؤمن في كل زمان. يكفي فقط تفعيلها في حاضر كلّ منّا لنستقي منها حياة.
أوّلا – واقعية البشارة المسيحية: يقول يسوع لتلاميذه: "ها انا ارسلكم كالخراف بين الذئاب. فكونوا حكماء كالحيّات، وودعاء كالحمام". يصلح هذا الكلام بالطبع لنا ايضا ويدلّ بشكل اكيد الى واقعية الحياة المسيحية. إنها حياة تعاش ضمن محيطها ولا تبغي الهروب منه. إنّ ذلك يصلح ان يكون صدى لكلمة يسوع في انجيل يوحنا: "لا اسأل ان ترفعهم من العالم، بل ان تحفظهم من الشرير" (يوحنا 17/15). الحكمة والوداعة هما الصفتان اللتين يطلبهما يسوع من تلاميذه، فيدلّ بذلك ان الحياة المسيحية تتمتع بواقعية كبيرة وتعاش ضمن الحياة اليومية وتتكيّف وفق الظروف دون المساومة على الايمان وجوهره.
ثانيا – الاضطهاد: يستشفّ من كلام يسوع ان اجواء البشارة محاطة باضطهاد. قد يكون الاضطهاد الحسّي واقع المسيحيين في القرن الاول وفي بعض الاماكن حاليا. ولكن ليست هذه الحال في الغالبية من الاحوال في وقتنا الحاضر. فكثير من المسيحيين لا يعيشون مضطهدين بسبب ايمانهم وبشارتهم. لكن المؤمن الذي يسمع كلام يسوع يفهم ان في الحياة امورا كثيرة تعاكس المؤمن وتشكّل نوعا من اضطهاد لايمانه. فكثير ممّا يحدث في حياة الانسان ويحيط به قد يشكّل ظروفا تعاكس الايمان وتبعد الانسان عن حياته مع الله. وهذه بالطبع تشكّل اضطهادا للايمان. كلام يسوع يتعلق مباشرة باعلان البشارة، ولكن بالطبع نستطيع تطبيقه على انفسنا في عيشنا الايماني، لأن من يعلن البشارة عليه حملها في ذاته اولا.
حينها تلمع ببالنا كلمة يسوع انه ارسلنا واوصانا بالتزود بالحكمة والوداعة. هذا يعني اننا تجاه اي امر في الحياة، من تجارب مادية وسلطوية ومن تجربة الجاه والحسد والحقد واذية الآخر وتجاه المرض او المصيبة او المأساة، علينا ان نقف موقفا صلبا يتصف بالحكمة والوداعة، فنتشبّث بايماننا ونعلم ان فيه وفيه وحده حياة. حينها نتكلم بما يصلح لحياتنا ونتمسك به وحينها يكون الروح هو المتكلم فينا كما قال لنا يسوع.
خاتـمة انجيل اليوم هو لنا امثولة كيف نجعل كلام يسوع متعلقا مباشرة بحاضرنا حتى ولو اعتقد البعض انه كلام يتعلق بحالة خاصة من الماضي. إن كلام يسوع في الانجيل هو كلام الله لنا في كل مكان وكل زمان. علينا اكتشاف معناه وتطبيقه في حياتنا الشخصية والجماعية. حينها تكون لنا الحياة، وتكون لنا وافرة.